الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فإتيان المرأة في دبرها، أمر مستهجن طبعا، ومحرم شرعا، على ما ذهب إليه جماهير السلف، والخلف من الصحابة، والتابعين،والأئمة، فصاحبه موعود بالحرمان من نظر الله تعالى إليه يوم القيامة، فقد أخرج ابن أبي شيبة، والترمذي، وحسنه النسائي، وابنحبان عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينظر الله إلى رجل أتى امرأته من الدبر. صححه ابن خزيمة فيصحيحه. كما أنه أيضا معرض للعنة، أخرج الإمام أحمد، وأبو داود، والنسائي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم: ملعون من أتى امرأته في دبرها.فأي عقوبة أبشع، وأردع للمسلم من الحرمان من نظر الله إليه، ومن الطرد من رحمته. أما في الدنيا، فلا حد على صاحب هذا الفعل، ولا يفرق بينه وبين زوجته، ما دام قد توقف عن تكراره، وتاب منه. وننبه المرأة إلى أنها لا يحل لها أن تمكنه من نفسها؛ ليفعل بها هذا الفعل المحرم؛ إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، إنما الطاعةفي المعروف. كما نرشد هذا الرجل إلى التوبة،